علم الصرف في اللغة العربية

علم الصرف في اللغة العربية . واسع ومتفرع ،مثلا هناك

عِلم الأصوات الذي يوضح صوت كل حرف في الكلمة،

وصفته، ومخرجة، والعلم  معني الكلمة ودلالتها في الجملة

هو علم الدلالة ،

 

علم الصرف في اللغة العربية

وما تحويه من معنى بلاغي، والعلم الذي يبيّن الموقع الإعرابي

للكلمة في الجملة من خلال علاقة الكلمات ببعضها في الجملة

وعلامات إعرابها هو علم النحو ،والعلم الذي يدرس هيئة الكلمة

كما هي،

وأوزانها دون الحاجة إلى معرفة موقعها الإعرابي في الجملة

هو علم الصرف . إذاً فإنّ لكلّ لفظ أو كلمة دلالات تعبر عنها

 تشير إليها ، وهذه الدلالات هي:

نشأة علم الصرف
أهمية علم الصرف

علم الصرف في اللغة العربية

 دلالة معجميّة :  تعرّفها وتبينها وتوضحها, ودلالة نحوية:

 تبيّن موقع الكلمة الإعرابي ،

ودلالة صرفيّة :  

تبيّن معني الكلمة الصرفي ونوعها .

 

علم الصرف :

الصرف هو التغيير أو التصريف ،

إذ يُقال تصريف الرياح،

في قول الله تعالى: (وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ) أي تغيير الرياح؛

فهي احيانا تأتي من الشمال، مرة أخري تأتي من الجنوب،

ومرة تأتي بالعذاب، ومرة تأتي بالرحمة، ومرة  تجمع بين

السحاب، وأخري تفرِّقه.

 

 أمّا اصطلاحاً فالصَّرف هو :

هو العلم الذي يدرس  التغيير الذي يظهر على صيغة الكلمة 

وبنيتها ، كالزيادة، أو النقصان، أو الإبدال والقلب، وغير ذلك،

 

مثال : كلمة (سَعِدَ)، فقد يظهر عليها زيادات عديده ، نحو:

سعيد، ومُساعَدة، ومُستعِدّ، ومُساعِد، وأسعَدَ، واستعدَّ،

وساعَد، ومثال الحَذف: كلمة (عِظة)؛ فقد حُذِفت الواو من

الماضي (وَعَظَ) واستبدلت الواو بتاء مربوطة في الآخِر (عِظَة)،

 

مثال: الإبدال الفعل (اصطبر)، فأَصْل الفعل هو صَبر،

وهو على وزن افتَعل، فأصله أن يكون اصتَبر، ثم استبدلت

التاء إلى طاء، ومثال القَلب: الفعل (دعا)، فالألف مُنقلِبة عن

واو في أصل الفعل

 

(يدعو)، علماً بأنّ عِلم الصرف يختص بالأسماء والأفعال،

فلا يطرأ التغيير علي الحرف ، والكلمة الأقل من ثلاثة

حروف أصلية لا

 

تقبل التصريف:

بسبب عدم إمكانيّة تصريفها، فمثلا كلمتان يد ودم ،

أصلهما ثلاثي وحُذِف حرف منهما: يَدَيٌ، ودَمَوٌ.

 

وعِلم الصَّرف هو العلم الذي لا يدرس إلا الكلمة

العربية المُتصرِّفة،

مثل: الافعال المتصرفه، والاسماء المعربة، وصحة الفعل،

وعلّته، ويضاف الي ذلك أصوله، وزياداته، ولا يتناول

الكلمة الجامدة التي لا تقبل التغيير، مثل الاسماء الأعجمية؛

لأنّها منقولة من لغة

 

أخرى، والأسماء المّبنية، كالضمائر، ولا يتناول ايضا الأسماء

الموصولة، مثل: الذي، واللواتي، ولا أسماء الإشارة، مثل:

هذا، وهاتان، ولا أسماء الشرط، مثل: مَن، وما، ولا أسماء

الاستفهام،

 

مثل: مَن، وكيف، ولا يتناول ايضا أسماء الأفعال،

مثل: هَيْهات، وشتّان، ولا الأفعال الجامدة، مثل: بِئس،

ونِعم، وعسى، وليس.

 

 

 أمّا من وضع علم الصَّرف فهو معاذ بن مُسلم الهرّاء، و قد قيل

هو علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وقد أخذ واستمد هذا

العلم وقواعده من كلام الله تعالى في كتابه الكريم،

 

ومن الأحاديث النبوية، وكلام العرب، والهدف من وضع

هذا العلم هي حِفظ اللسان من الخطأ في المعنى والدلالة

التي تدلّ عليها

 

الكلمة، فموضوعه هو الكلمة العربية من حيث الصحة والخطأ،

والأصل والزيادة، كما أنّ حُكم معرفته هو واجب كفاية؛ أي إذا

علمه البعض، سقط تعلُّمه عن الباقين.

 

 فروع علم الصَّرف :

يدرس علم الصرف ما يلي :

 

الميزان الصرفيّ:

وهو مقياس وضعه علماء اللغة العَرب؛ لمعرفة بُنية الكلمة،

وجعلوا أصوله الثلاثية هي: ف ع ل؛ إذ تقابل

الفاء الحرف الأول من أصل الفعل، وتقابل العين الحرف

الثاني، وتقابل اللام الحرف الثالث. في اللغة العربية

 

حروف الزيادة التي تدخل على الأفعال:  

بمعني أنه تدخل بعض الحروف زائدة على أَصل الكلمة،

وتؤدّي معنىً دلاليّاً خاصّاً بها، وهي مجموعة في كلمة

(سألتمونيها)، مثل الألف الزائدة في عالِم، فالأصل الثلاثي

هو عَلِمَ.

 

أبنية الأفعال والأسماء:

أي إن كانت الأفعال مزيده أو مجردة

 

 المصادر:

وتشتمل المصدر الصريح، مثل: صعود وانطلاق،

والمصدر الميمي، مثل موقِف، والمصدر الصناعي،

مثل: وطنيّة، ومصدر المرة، مثل جَلسة، ومصدر الهيئة،

مثل: وِقفة.

 

إقرأ أيضاً. العطف في اللغة العربية

 

 المُشتَقّات:

وتشتمل اسم الفاعل، مثل كاتِب، واسم المفعول،

مثل: مكتوب، وصيغة المبالغة، مثل: حذِر، والصفة المُشبَّهة،

مثل: أحمر وحمراء، واسما الزمان والمكان،

 

مثل: مَوْعِد ومَوْقِف، واسم الآلة، مثل مِفتاح، وايضا يتناول عِلم

الصَّرف الأسماء الجامدة، كعناصر الطبيعة الحسّية، كشمسٍ

ورَجُلٍ؛ فهما اسمان لا فعل لهما ولا اشتقاق.

 

 أهمية عِلم الصَّرف :

 لقد اهتم العلماء قديماً وحديثاً بدراسة الصَّرف؛ لما له

من أهميّة ومِيزة خاصة في علوم اللغة العربية، فهو

لا يقلّ أهمية عن عِلم النحو، والدارس يستطيع أن يلاحظ

أنّ هناك الكثير من الكتب

 

التي تحتوي على العلمين معاً، بل إنّ هناك من العلماء

مَن يُقدّم دراسة الصَّرف قَبل دراسة النَّحو، وتكمن أهميّته

في ما يأتي:

 

  • معرفة البُنية الصَّرفية الثابتة للكلمة،

حيث تساعد على معرفة الموقع الإعرابي المُتغيِّر للكلمة

بحسب الجملة، والأصل معرفة الثابت أولاً ثم معرفة المُتغيِّر،

ففي المثال الآتي:

 

أسعدُ عاملٌ نشيط، نجد أنّ كلمة (أسعدُ) هي اسم، وقد يظهر

للناظر والقارئ غير المُتمعِّن أنّ (أسعدُ) فعل وليس اسماً،

ولكنّه عندما يدرك أنّها اسم فإنّه يتمكن من معرفة موقعها

الإعرابي الصحيح (وهو مبتدأ)؛ فالكلمة في الصَّرف ثابتة،

أمّا في النَّحو فهي مُتغيِّرة بحسب موقعها ومكانها في الجملة.

 

  • يساعد علم الصرف .

على فَهم ما تقصده نصوص الشريعة ومعرفة الحُكم

الشرعي منها،

 

مثال: ذلك أنّه من السنَّة تشميت العاطس،

من الفعل شمَّت، ومعني التشميت هو الفَرح ببلاء الآخر،

أمّا من الناحية الشرعية فالمعنى هو العكس من خلال

الدعاء بإزالة الشماتة بالعاطس؛ لأنّ أحد معاني التضعيف

هو السلب والإزالة.

 

  • المعاني المُستفادة من حروف الزيادة ،

 حيث معروف أن لكلِّ حرف زائد على أَصل الكلمة

في اللغة العربية معنىً مقصوداً يُؤدّيه ،

 

وأمثلة ذلك ما يأتي:

في حالة زيادة الهمزة على أول الفعل الثلاثي، فإنّها تعبر

عن التعدية في بعض معانيها، أي تُحوّل الفعل من لازم

إلى مُتعدٍّ،

 

مثل: الفعل اللازم (كرُم) في الجملة: كرُم الرجل على أهل بيته،

حيث إنّه عندما تدخل الهمزة عليه فإنّها تُفيد التعدية، وقد

أصبح الفعل مُتعدِّياً، كما في الجملة: أكرمَ الرجلُ ضيوفَه،

والفعل (أكرم) أصبح مُتعدِّياً بزيادة الهمزة.

 

  • في حالة زيادة التضعيف:

وذلك بتضعيف الحرف الثاني من أَصل الكلمة، فإنّ هذه

الزيادة تُفيد في بعض معانيها الكثرة والمبالغة، مثل (كرَّم)

في الجملة:

كرَّم المدير مُوظَّفيه، أي أنّه أحسن تكريمهم وبالغ فيه.

عند زيادة الألف بعد الحرف الأول من أصل الفعل، فإنّه

يُفيد في بعض معانيه المُشاركة،

 

مثل: راجَع الزّبونُ المُوظَّفَ؛ فالمُراجعة حصلت بمشاركة

الطرفَين، ونحو: جالَسَ الأبُ ابنَه، أي إنّ الأب شارك ابنه

في الجلسة، فالمشاركة هنا تمّت بين الفاعل والمفعول به.

 

  • في حالة زيادة التاء على أوّل أصل الفعل الثلاثي،

وتضعيف عَينه، فإنّه يُفيد في بعض معانيه التكلُّف،

مثل: تصبَّر الرجل على مصيبته، الزيادة في تصبَّر تعبر

عن التكلُّف. عند زيادة الألف، والسين، والتاء على أوّل الفعل،

فإنّه يفيد الطلب في بعض معانية،

مثل: استغفر المُذنب ربّه، أي أنه طلب المغفرة من الله

تعالى في الفعل (استغفر).

 

مثال تطبيقي علي علم الصرف :

ويدر بنا الاستشهاد بمثالٍ تطبيقيٍّ على ما سبق ذِكره،

 

مثال : في الجملة الآتية: استفهَمَ السائلُ عن المكان، فمن

الناحية الصرفية، فإنّ كلمة (استفهمَ) تعبر الزيادة فيها على

طلب الفَهم، ومن الناحية النحوية،

 

الفعل (استفهمَ) فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهر على

آخره، وكلمة (السائلُ) فهي اسم فاعل من الناحية الصرفية،

أمّا من الناحية النحوية فهي فاعل

مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

 

 أهمّ المراجع في عِلم الصَّرف :

من المعروف أن المكتبة العربية مليئة بالمراجع العربية

التي تهتم بدراسة عِلم الصَّرف، وهي ايضا مليئة بمصادر

ومراجع قديمة وحديثة، ومن المصادر القديمة المشهورة

والزاخرة بدراسة عِلم الصَّرف ما يأتي:

 

َ  شرح ابن عقيل، لمحمد يحيى عبد الحميد، وقد جمع

فيه بين علمَي النَّحو، والصَّرف.

َ شرح التصريح على التوضيح، لخالد الأزهري، ويشمل الكتاب

توضيحاً لألفيّة ابن مالك، بالإضافة إلى كتاب أوضح المسالك

(التوضيح) لابن هشام.

 

ومن المصادر الحديثة ما يأتي:

  • جامع الدروس العربية، للشيخ مصطفى الغلاييني.
  • شذا العُرف في فنّ الصَّرف، للشيخ أحمد الحملاوي.
  • التطبيق الصَّرفي للدكتور عبده الراجحي.
  • الصَّرف التعليمي للدكتور محمود سليمان ياقوت.
  • دليل السالك إلى ألفيّة ابن مالك، للدكتور عبد الله بن صالح الفوزان.
  • معاني الأبنية في العربية، للدكتور فاضل صالح السامرائي.

 

 

 

المراجع :  

 

  1. د. محمد السامرائي (2013)، الصرف العربي أحكام ومعان (الطبعة الأولى)، بيروت: دار ابن كثير، صفحة 6-10. بتصرّف.
  2. د. محمد حلواني، المغني الجديد في علم الصرف، لبنان: دار الشرق العربي، صفحة 11-12. بتصرّف.
  3. أحمد الحملاوي، شذا العرف في فن الصرف، صفحة 5-11. بتصرّف.
  4.  د. محمد حلواني، المغني الجديد في علم الصرف، لبنان: دار الشرق العربي، صفحة 444-445. بتصرّف.
  5.  د. عبده الراجحي (1973)، التطبيق الصرفي، بيروت: دار النهضة العربية، صفحة 8-10. بتصرّف.
  6. د. محمد حلواني، المغني الجديد في علم الصرف، لبنان: دار الشرق العربي، صفحة 78. بتصرّف.
  7.   د. عبده الراجحي (1973)، التطبيق الصرفي، بيروت: دار النهضة العربية، صفحة 216. بتصرّف.
  8. د. محمد حلواني، المغني الجديد في علم الصرف، بيروت: دار الشرق العربي، صفحة 253. بتصرّف.
  9. د. محمد حلواني، المغني الجديد في علم الصرف، لبنان: دار الشرق العربي، صفحة 207-208.
  10.   وليد شاويش (18-8-2017)، “أهمية علم الصرف في استنباط الحكم الفقهي الأمثلة: حرض المؤمنين على القتال، تشميت العاطس”، walidshawish، اطّلع عليه بتاريخ 15-4-2018. بتصرّف.
  11.   د. عبده الراجحي (1973)، التطبيق الصرفي، بيروت: دار النهضة العربية، صفحة 30-40. بتصرّف.
  12. محمد عبد الحميد (1980)، شرح ابن عقيل (الطبعة العشرون)، القاهرة: دار التراث، صفحة 6، جزء الأول. بتصرّف.
  13. خالد الأزهري (2000)، شرح التصريح على التوضيح أو التصريح بمضمون التوضيح في النحو (الطبعة الأولى)، لبنان: دار الكتب العلمية، صفحة 13. 

التعليقات مغلقة.