سيرة شيخ الاسلام ابن تيمية مختصرة رحمه الله

[lwptoc]

سيرة ابن تيمية : من بين علماء الأمه ابن تيمية الذي تولى التدريس عام 683 هـ / 1284 م , قد برع في الفقه والسيرة , وقد تجد الكثير من الأشخاص يحاولون معرفة الكثير عن سيرة ابن تيمية , وسنتناول معا سيرة ابن تيمية , وإذا رغبت بمعرفة المزيد عبر موقعنا ( اعرف) .

جاء في سيرة ابن تيمية : فقد شرع ابن تيمية في التدريس والفتوى والتأليف وهو في 17 سنة ، . وسمح العالم كمال الدين أحمد بن نعمة المقدسي لابن تيمية بالإفتاء ؛ وقد ذكر أنه كان فخورا بذلك ويقول: أنا أذنت لابن تيمية بالإفتاء , وحين أتم ابن تيمية 22 سنة حتى مات والده عبد الحليم ابن تيمية في سنة 682 هـ ، وفرغت مشيخة التدريس بدار الحديث السكرية , وجاء بعده  ابنه أحمد ابن تيمية فيها ,

وحدث هذا في 2 محرم 683 هـ , وقد حضر الكثير من العلماء الدرس الأول لابن تيمية وحاز على إعجابهم ، ومن بينهم بهاء الدين بن الزكي الشافعي ، وتاج الدين الفزاري ، وزين الدين بن المرحل ، وزين الدين بن المنجا الحنبلي ، وبعض علماء الحنفية , وفي 10 من صفر قد جلس ابن تيمية بالجامع الأموي بعد صلاة الجمعة للتفسير.

وجاء في سيرة ابن تيمية : في طريقة شرحه لدروسه ، كان يصلي ركعتين , ثم يحمد الله ويصلي على النبي , ثم يبدأ بما يحفظ ويغمض عينيه أثناء الحديث , وطريقة كلامه كالمفسرين في الفقه والحديث .

وقام بالتدريس بمدرسة الحنبلية في 17 شعبان عام 695 هـ , خلفاً للعالم زين الدين بن المنجا الحنبلي ، وترك التدريس بعد مدة طويلة لكثرة سفره بين الشام ومصر، وتركيزه في محاربة التتار، وتجهيز الناس لمواجهتهم ، وبعد رجوعه إلى دمشق سنة 712 هـ  , بعد غيابه أكثر من  سبع سنين ، وقد أكمل تدريسه بمدرسة السكرية والحنبلية.

سيرة ابن تيمية وأسباب سجن ابن تيمية في مصر

وجاء أيضا في سيرة ابن تيمية أنه تم سجنه من سنة 705 هـ/1306م إلى سنة 707 هـ/1307م

كان في يوم 5 رمضان سنة 705 هـ , قد طلب السلطان ركن الدين بيبرس ابن تيمية إلى مصر ، فذهب إليها ودخلها في يوم 22 رمضان ، وجهز له مكان  بالقلعة ، وجاء بالقضاة وكبار الدولة , ورغب ابن تيمية في الكلام  ولكن لم يؤذن له ، وقد ادعى عليه ابن مخلوف المالكي أنه يقول ” إن الله فوق العرش حقيقة ، وأن الله يتكلم بحرف وصوت “.

فواجهه القاضي بذلك ، فبدأ ابن تيمية كلامه بحمد الله والثناء عليه ، فردوا عليه: أجب ، ما جئنا بك لتخطب ، فقال: ومن الحاكم في ، أجابوا : القاضي المالكي ، قال: كيف يحكم في وهو خصمي ، وغضب غضباً شديداً , وقرر حبسه في برج أياماً ، ثم انتقل مع أخويه شرف الدين عبد الله , وزين الدين عبد الرحمن ، للحبس المشهور بـ “الجُبّ” في ليلة عيد الفطر , وذكر في سيرة ابن تيمية أنه في ليلة عيد الفطر سنة 706 هـ جاء الأمير “سيف الدين سلار” نائب مصر القضاة الثلاثة الشافعي , والمالكي , والحنفي وعدد من الفقهاء ، وتشاوروا في الإفراج عن ابن تيمية ، وقد ألزمه الحاضرين بالرجوع عن بعض العقيدة ، ولكن قام ابن تيمية برفض الحضور ، وجاء إليه العديد من الرسل 6 مرات , وأصر على عدم الحضور، وبعد أن طال الوقت ، فانفض بدون شيء.

وفي يوم 14 صفر سنة 707 هـ , وقد تقابل قاضي القضاة بدر الدين بن جماعة بابن تيمية ، وطال الحديث بينهما ، وأصر أيضا ابن تيمية على عدم الخروج  , وفي يوم 23 ربيع الأول من سنة 707 هـ , ذهب الأمير حسام الدين مهنا بن عيسى ملك العرب إلى ابن تيمية في الحبس ، وحلف عليه بالخروج والذهاب إلى دار “سيف الدين سلار”، فخرج ابن تيمية من السجن بعد أن ظل به 18 شهراً ، واستقر ابن تيمية في مصر.

محنة الإمام ابن تيمية وحياته في السجن

وجاء ف سيرة ابن تيمية : أنه أعتقل في يوم 6 شعبان سنة 726 هـ ، وعقب هذا قد وضح سعادته أظهر السرور بذهابه إلى للقلعة , وهناك تفرغ للعبادة وقراءة القرآن ، وعمل المطالعة وتنقيح كتبه ؛  وكتب أثناء ذلك كثيراً من تفسير القرآن ، وكان يرد على بعض الأسئلة ( علمية , فقهية ) , ومن بين ما كتبه في الحبس رسالة أسمها “الأخنائية” في الرد على أحد القضاة المالكيين في مصر القاضي “عبد الله بن الأخنائي”. فقدم القاضي شكوى للسُلطان ، فقرر السلطان مصادرة كافة ما يملك ابن تيمية من أدوات الكتابة والكُتب ، لكي لا يستطيع التأليف أو الكتابة ، وفي 9 جمادى الأولى سنة 728 هـ , قد صادروا أدوات الكتابة منه ، وحجب عن المطالعة ، وفي أول شهر رجب 728 هـ , قد زودوا المكتبة العادلية الكبرى بمسوداته وأوراقه من المحبس ، وقد كانت تقريبا ستين مجلداً من الكتب ، 14 ربطة كراريس .

وقد ذكر في سيرة ابن تيمية أنه عقب مصادرة أدوات الكتابة منه ، أخذ يكتب بالفحم على أوراق مبعثرة ، وحفظ التاريخ تلك الكتابات

سيرة ابن تيمية وإقامته في الإسكندرية

اقام ابن تميمة من سنة 709 هـ/1309م. في الاسكندرية وذكر في سيرة ابن تيمية أنه في سنة 708 هـ , قد اعتزل السُلطان الناصر محمد بن قلاوون السلطنة ، وقد كان السلطان الناصر منبهرا بابن تيمية الذي ساعده على مقاومة التتار , وتنازل  عن العرش لصالح بيبرس الجاشنكير ، وقد كان “نصر المنبجي” شيخ الجاشنكير يحمل عداوة لابن تيمية ، أول ما تم التغيير , فصدر مرسوم ملكي بسعي من نصر المنبجي لنفي ابن تيمية إلى الإسكندرية ، وحبسه هناك , وبعث ابن تيمية إلى الإسكندرية في آخر أيام شهر صفر من سنة 709 هـ ، ويحكى أن الهدف من بعثه إلى تلك المدينة التي أعدت مركز التصوف والصوفية القديم ، أن يواجه من يغتاله , وكان من أسباب العداوة ضد ابن تيمية أنه ينتصر على  الجاشنكير وشيخه نصر المنبجي ، ويقول: زالت أيامه وانتهت رياسته ، وقرب انقضاء أجله ، ويتكلم فيهما وفي ابن عربي وأتباعه.

وذكر في سيرة ابن تيمية : أنه قام في الإسكندرية 18 أشهر ، فبدأ يعطي بها وأخذ الدروس ، ويرشد الناس ، ومن أعمال ابن تيمية في الإسكندرية في كتاب , قد كتبه أخوه المقيم معه شرف الدين إلى الشام: «إن الأخ الكريم قد نزل بالثغر المحروس على نية الرباط ، فإن أعداء الله قصدوا بذلك أموراً يكيدونه بها ويكيدون الإسلام وأهله ، وكانت تلك كرامة في حقنا ، وظنوا أن هذا يؤدي لهلاك الشيخ , فخابت أهدافهم الخبيثة ، وظلوا عند الله وعند الناس معروفين  بسود الوجوه نادمين على أفعالهم ، وقد انقلب كافة أهل الثغر إلى الأخ مقبلين عليه مكرمين له وفي كل وقت , ويعلم من كتاب الله وسنة رسوله لإرضاء المؤمنين ،

وذلك شجي في حلوق الأعداء واجتمعوا على أنه وجد بالإسكندرية إبليس, قد باض فيها وفرخ وأضل بها فرق السبعينية والعربية فمزق الله بقدومه عليهم شملهم ، وفرق جمعهم ، وفضحهم ، وقد تاب عدد منهم ، وتاب رئيساً من رؤسائهم , واستقر عند المؤمنين , وخواصهم من أمير وقاض وفقيه ، وشيخ وعدد من المجتهدين ، إلا من شذ من الأعمار الجهال ، مع الذلة والصغار – محبة الشيخ وتعظيمه والرجوع لأمره ونهيه ، وقد فعلت كلمة الله بها على أعداء الله ورسوله ، ولعنوا سراً وجهراً وباطناً وظاهراً ، في مجامع الناس بأسمائهم الخاصة بهم ، وصار ذلك عند نصر المنبجي المقيم المقعد ، ونزل به من الخوف والذل ما لا يعبر عنه.»

وحين رجوع السلطان الناصر محمد بن قلاوون إلى السلطنة (ومقتل بيبرس الجاشنكير) قد طلبه في 2 شوال سنة 709 هـ إلى مصر ، فجاء ابن تيمية إليها في 8 شوال وقابله السلطان. ثم أقام في القاهرة إلى سنة 712 هـ , وقام بالتدريس بها .

سيرة ابن تيمية وإقامته في القاهرة

من سنة 709 هـ/1310م إلى سنة 712 هـ/1313م سنتحدث معا عن سيرة ابن تيمية : عاد ابن تيمية من الإسكندرية إلى القاهرة , ثم جلس بها ثلاث سنوات ، واتجه للعلم والدراسة , وقد جاء يوم 14 رجب سنة 711 هـ  وقامت مجموعة من أعدائه بضربه ، وقد اتحد أهل الحسينية , لكي يأخذوا حقه ولكنه اعترض وقال : « إما أن يكون الحق لي أو لكم ، فإن كان الحق لي فهم في حل منه ؛ وإن كان لكم ، فإن لم تسمعوا مني ولم تستفتوني فافعلوا ما شئتم ، وإن كان الحق لله ، فالله يأخذ حقه إن شاء .» وقد تعدى عليه أحد الفقهاء إساءة بالقول إلا أن ابن تيمية قد سامحه.

وجاء من بين سيرة ابن تيمية , أنه أثناء وجوده بمصر أنه قام بالاتصال بالسلطان الناصر محمد بن قلاوون ، ويأخذ مشورته في بعض الأمور , وقد طلب منه السلطان بعد رجوعه من الإسكندرية قتل القضاة الذين سبق أن آذوه وخلعوه من السلطنة ، إلا أن ابن تيمية قد رفض ذلك وقال: من آذاني فهو في حِلّ ، ومن آذى الله ورسوله فالله سوف ينتقم منه ، وأنا لا أنتصر لنفسي . فقال ابن مخلوف المالكي : ما رأينا مثل ابن تيمية حرَّضنا عليه فلم نقدر عليه ، وقدر علينا فصفح عنا وحاجج عنا.

سيرة ابن تيمية في دمشق

عودته إلى دمشق وجاء في سيرة ابن تيمية , أنه في شهر شوال سنة 712 هـ , قد جهز السلطان الناصر محمد بن قلاوون جيشاً لمقابلة التتار، فجاهد ابن تيمية مع الجيش ، إلا أنه علم  برجوع التتار، فذهب لدمشق , وقد دخلها في شهر ذي القعدة , بعد غيابه سبع سنين.

ابن تيمية والجهاد

وجاء أيضا ف سيرة ابن تيمية رحمة الله عليه : أنه مزج بين السيف والقلم في جهاده ، ونذكر لكم من مواقفه : أنه عندما أتى التتار إلى الشام سنة 702هـ ، انتشر الخوف ، والهزيمة في قلوب العباد ، ولكن شيخ الإسلام ابن تيمية أخذ يحث المسلمين للجهاد ، ويقوي قلوبهم ، ويثق بالنصر على عدوّهم ؛ فكان يقسم بالله: (إنكم لمنصورون) ، فرد الأمراء: (قل إن شاء الله ، قال: أقولها تحقيقـاً لا تعليقـاً ) ، ومن هنا اطمأنت فاطمأنت القلوب , فاتجه لمكان قريب من دمشق يُطلقون عليه مرج الصفر، وقد وقف كالعالم المجاهد في قتال المغول في موقعة حربيّة عُرفت في التاريخ بموقعة شقجب ، وحدث هذا في شهر رمضان من سنة 702هـ ، وكان قد قابل السلطان قبل الموقعة , يشجعه على الجهاد والقتال ، وظل القتال طوال اليوم الرابع من شهر رمضان حتى أمر الله بالغلبة ، واختفت مخاطر التتار..

شيوخ شيخ الاسلام ابن تيمية

وذكر سيرة ابن تيمية أنه من أبرز شيوخ ابن تيمية : أحمد بن عبد الدائم بن نعمة المقدسي ، أبو العباس ، زين الدين ، المولود في عام 575هـ ، وهو من شيوخ المذهب الحنبلي ، وقد أخذ الإمام ابن تيمية عنده علوم الحديث , عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن قدامة المقدسي ، المولود في عام 597هـ ، وكان بارع في الفقه والحديث والأصول , شرف الدين أبو العباس ، أحمد بن أحمد بن نعمة المقدسي الشافعي ، وقد تفوق في الفقه والأصول العربية.

مؤلفات ابن تيمية

وذكر في سيرة ابن تيمية أن للإمام ابن تيمية مؤلفات ومصنفات عديدة ، ومن أهمها : كتاب الاستقامة ، كتاب مطبوع في جزأين ، وقد حققه الدكتور محمد رشاد سالم. كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم مطبوع في جزأين ، وقد حققه الدكتور ناصر العقل , كتاب بيان تلبيس الجهمية ، وقد حقق بثمانية رسائل دكتورة , كتاب الجواب الصحيح لمن بدّل دين المسيح , كتاب درء تعارض العقل والنقل , كتاب الصفدية , كتاب منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية , كتاب النبوات.

تلاميذ ابن تيمية

كان عدد تلاميذ ابن تيمية , ومنهم : ابن قيّم الجوزية , ابن قدامة المقدسي , الحافظ الذهبي الحافظ اسماعيل بن كثير.

جنازة ابن تيمية

ووضح في سيرة ابن تيمية : قد توفي شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في يوم الاثنين الموافق 20 من ذي القعدة من سنة (728هـ) , بقلعة دمشق التي كان مقيدا بها ، وقد سمح للناس بالدخول فيها بعد مماته ، وقد غُسّل فيها ، وقد صُلّي عليه بالقلعة ، ووضعت جنازته في الجامع ؛ لحفظها من شدة الزحام ، فصُلّيَ عليه صلاة الجنازة بعد صلاة الظهر، وحُمِلَت الجنازة وقد زاد الزحام لحرص الناس على الحضور ، فخرج الناس من الجامع من جميع الأبواب لزيادة الزحام.

لمزيد من المعلومات اقرأ : من هو ابن تيمية