الاسلوب الخبري والانشائي – اللغة العربية

الأساليب الخبرية والإنشائية . الكلام في اللغة العربية

ينقسم إلى قسمين: الخبر والإنشاء ،ولقد تعددت الأساليب

في اللغة العربية ،

 

كأسلوب المدح والذم، والتعجب، والندبة، والتمني،

والنداء. وسنتحدث في هذا المقال عن أسلوبي

الخبر والإنشاء.

 

تعريف الخبر

الخبر ما كان محتملاً للصدق والكذب وقد تنوعت أشكاله.

أشكال الخبر

تختلف صور الخبر في أساليب اللغة باختلاف أحوال

المخاطب الذي يعتريه ثلاث حالات هي:

1- أن يكون المخاطب خالي الذهن من الخبر، غير متردّد

فيه، ولا منكر له.

في هذه الحالة يلقى إليه الخبر خاليا من أدوات التوكيد،

لعدم الحاجة إليه. ويسمّى هذا الضرب من الخبر ابتدائياً.

الاساليب الانشائية في البلاغة العربية
غرض الاسلوب الخبري

يلجأ إليه حين يكون المخاطب خالي الذهن من مدلول

الخبر فيتمكن فيه لمصادفته إيّاه خاليا.

2- أن يكون المخاطب متردّداً في الخبر، طالباً الوصول

إلى اليقين في معرفته.

 

في هذه الحالة يستحسن توكيد الكلام ليتمكّن من نفس

المخاطب، ويطرح الخلاف والتردّد وراء ظهره. ويسمّى

هذا الضرب من الخبر طلبيّا ويتضمّن وسيلة توكيد واحدة.

 

الاسلوب الخبري والانشائي

 

مثاله قوله تعالى: ﴿ِإنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ﴾أكّد الخبر بأداة

واحدة هي (إنّ).

فالمخاطب يشك بصحة الخبر لذلك ألقي إليه الخبر مؤكّدا

بـــ(إنّ)

3- أن يكون المخاطب مُنكراً للخبر، معتقداً خلافه.

في هذه الحال يجب أن يؤكّد الخبر بمؤكّد أو أكثر على

حسب إنكاره قوّة وضعفاً. ويسمّى هذا الضرب إنكارياً

ويتضمّن أكثر من وسيلة توكيد.

 

ومثاله قول أبي العبّاس السفّاح: «لأعملنّ اللّين حتّى لا ينفع

إلّا الشدّة، ولأكرمنّ الخاصّة ما أمنتهم على العامّة، ولأغمدنّ

سيفي حتّى يسلّه الحق، ولأعطينّ حتّى لا أرى للعطيّة موضعا».

فالمخاطبون منكرون للحكم، رافضون القبول به،

 

لذلك لجأ أبو العبّاس إلى استخدام وسائل التقوية والتوكيد ؛

ليدفع الشك عن نفوس المخاطبين، ويدعوهم إلى التسليم.

لقد لجأ إلى (لام القسم) و(نون التوكيد الثقيلة) والنّفي

بعده حصر بــ(إلّا).

 

وقوع الخبر موقع الإنشاء

قد يقع الأسلوب الخبري في موقع الأسلوب الإنشائي؛

وذلك لأغراض بلاغية يقصد إليها البليغ؛ أهمها: التفاؤل،

وإظهار الحرص ،والرغبة في وقوع المعنى الإنشائي وتحقيقه،

 

إقرأ أيضاً. الأسماء الخمسة – اللغة العربية

إدخالًا للسرور على المخاطب، ويكون ذلك في الدعاء بأن

يقصد المتكلم طلب الشيء، وتكون صيغة الأمر هي الدالة

عليه أو طلب الكف، وتكون صيغة النهي هي الدالة عليه،

فيعدل عنهما إلى صيغة الإخبار بالماضي الدالة على تحقق

الوقوع، وفيه إشعار بأن الدعاء للمخاطب قد حصل وتحقق،

من ذلك قول الشاعر:

إن الثمانين وبُلّغتها قد ……… أحوجت سمعي إلى ترجمان

 

ومن هذه الأغراض التي يعبر فيها بالخبر عن الإنشاء:

الاحتراز عن صورة الأمر أو النهي المشعرة بالاستعلاء تأدبًا

مع المخاطب؛ حيث يقتضي المقام ذلك التأدُّب؛ وذلك لأن

التعبير بصيغة الخبر يحتمل الصدق والكذب،

مثل :  (تزورني غداً) بدلاً من صيغة الأمر (زرني).

تعريف الإنشاء

الإنشاء لغة: الإيجاد، واصطلاحاً: كلامٌ لا يحتمل صدقاً ولا كذباً

لذاته .

مثل🙁 اغفر – وارحم)، فلا ينسب إلى قائله صدق – أو كذب ،

وإن شئت فقل في تعريف الإنشاء: «وهو ما لا يحصل

مضمونه ولا يتحقق إلا إذا تلفظت به» فطلب الفعل في

«افعل» وطلب الكف في «لا تفعل» وطلب المحبوب

في «التمني» وطلب الفهم في «الاستفهام» وطلب الإقبال

في «النداء» كل ذلك ما حصل إلا بنفس الصيغ المتلفظ بها.

 

أقسام الإنشاء

وينقسم الانشاء إلى نوعين: إنشاء طلبي – وإنشاء غير طلبي، .

«فالإنشاء غير الطلبي» ما لا يستدعي مطلوباً غير حاصل

وقت الطلب- ويكون:

بصيغ المدح، والذم، وصيغ العقود، والقسم، والتعجب

والرجاء، وكذا يكون بربَّ ولعلَّ، وكم الخبرية.

(1) أما المدح والذم فيكونان: بنعم وبئس – وما جرى مجراهما

 

مثل: حبذا، والأفعال المحوّلة إلى فعل مثل طاب عليٌّ

نفساً، وخبث بكر أصلاً.

(2) وأما العقود: فتكون بالماضي كثيراً، مثل بعتُ واشتريتُ

ووهبتُ – وأعتقتُ – وبغيره قليلاً – مثل أنا بائع، وعبدي حرٌ

لوجه الله تعالى.

 

(3) وأما القسم: فيكون: بالواو – والباء – والتاء – وبغيرها

مثل: لعمرك ما فعلت كذا.

(4) وأما التّعجب: فيكون قياساً بصيغتين، ما أفعله –

وأفعل به وسماعاً بغيرهما،مثل: لله دره عالما –

﴿كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم﴾.

(5) وأما الرجاء: فيكون: بعسى- وحرى – واخلولق،

مثل: عسى الله أن يأتي بالفتح.

 

و<< الإنشاء الطلبي >> هو الذي يستدعي مطلوباً غير

حاصلٍ في اعتقاد المتكلم وقت الطلب. وأنواعه خمسة،

الأمر، والنهي، والاستفهام، والتمني، والنداء .

 

وقوع الإنشاء موقع الخبر

وقد يقع الإنشاء في موقع الخبر لأغراض أهمها:

الاهتمام بالشيء كما في قول الله تعالى: {قُلْ أَمَرَ رَبِّي

بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} والمعنى:

وبإقامة وجوهكم عند كل مسجد، فعدل عن الخبر

إلى صيغة الأمر؛

 

تنبيهًا  إلى وجوب الاهتمام بالمأمور به والحرص على تحقيقه.

من ذلك: الرضا بالواقع حتى كأنه مطلوب، كما في

قول النبي -صلى الله عليه وسلم: ((من كذب عليّ متعمدًا

فليتبوأ مقعده من النار)). ومنه: الاحتراز عن مساواة اللاحق

بالسابق، كما في قول الله تعالى: {قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ

وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ} فالمعنى: إني أشهد الله

وأشهدكم، فعدل عن ذلك إلى ما عليه النظم الكريم،

من التعبير بصيغة الأمر: {وَاشْهَدُوا} احترازًا عن مساواة

شهادتهم بشهادة الله -عز وجل. وفيه أيضًا تعظيم لهود –

عليه السلام-وإعلاء لشأنه وتحقير لهؤلاء الكفرة المشركين،

حتى يخضعوا ويذعنوا ويستجيبوا لما يأمرهم به.

 

التعليقات مغلقة.